ريحة الكهرمان الطبيعي

ذكرنا في موضوع سابق (أنواع مسابيح الكهرمان) ، وذكرنا أن الكهرمان (الكهرم/ الكهرب) يعتبر من أقدم المواد العضوية المتحجرة وأثمنها، وهو عبارة عن راتنجات صمغية أفرزتها الأشجار المنقرضة، ويوجد الكهرمان في عدد كبير من المناطق حول العالم، ولكن أشهرها منطقة بحر البلطيق، حيث انتشرت الغابات الصنوبرية هناك بشكل واسع قبل ملايين السنين وأفرزت كميات هائلة من الكهرم قبل أن تغرمها المياه نتيجة حركة الصفائح والعوامل الجيولوجية والبيئية الأخرى. ونظرًا لاختلاف نوع الأشجار التي تفرز الكهرمان واختلاف مكان إفرازه من الشجرة والعوامل التي مرت به نلاحظ تنوعًا كبيرًا في ألوانه وأشكاله .

الكهرم (الكهرمان) الأصلي الطبيعي ليست له رائحة فواحة كما يتصور البعض!! بل فقط تنبعث منه رائحة خفيفة جدًا عند تعرضه لحرارة عالية عن طريق الفرك براحة اليد بشكل قوي -لكنه يشكل خطرا على السبحة بحيث قد تنكسر الخرزات بسبب الفرك العنيف- أو الحرق المباشر، وتكون قريبة من رائحة خشب الصنوبر المحترق.

هناك الكثير من الطرق المنزلية المشهورة لاختبار الكهرم كالحرق أو الطفو بالماء وكلا الطريقتين يعرّضان المسباح لخطر الفساد ، وكذلك جميع هذه الطرق لا تعطيك نتيجة نهائية تستطيع الاعتماد عليها ، وكما أن رأي العم (بوعبدالله) عميد الإفتاء في الحي لا يمكن الجزم بصحته . لذلك تبقى الطريقة الأفضل لضمان جودة الكهرم هي الفحص المخبري ، أو الشراء من مصدر موثوق وأمين على شرط البيع.

هي المسابيح التي يٌطلق عليها : تراب الكهرم / تراب الكهرم / تراب كهرمان / بودرة كهرم ، وهي عبارة عن خامة مصنعة ١٠٠٪ ولكن يتم تشكيلها وتلوينها لتشبه الكهرم، وتضاف إليها مادة عطرية بعيدة جدًا عن رائحة الكهرم الطبيعي ولا تمتّ لرائحة الكهرم الطبيعي بصلة ولا لخامة الكهرم فهي في الغالب لا تحتوي على أي نسبة من الكهرمان الطبيعي ، لكنها انتشرت في الأسواق بهذا الاسم.